عبدالله الدعيع لـ "الوطن": ابني بدر أخذ مني الحماس ومن عمه البرود ...

عبدالله الدعيع لـ "الوطن": ابني بدر أخذ مني الحماس ومن عمه البرود ...
الرياض: عبد الله الفراج

خط الحارس الدولي الأسبق، حارس مرمى فريقي الهلال والطائي عبدالله الدعيع منهجية خاصة لعائلته عبر فتح آفاق كروية واسعة لشقيقه الأصغر محمد ليتبوأ سلم المجد بعد أن ساهم في تحقيق المنتخب السعودي لبطولة كأس العالم للناشئين عام 1989 ومساهمته الفعالة في تأهل الأخضر لنهائيات (3) مونديالات أعوام 1994 و1998 و2002، وفي نيله عمادة لاعبي العالم, بعد أن ساهم في تشكيل لبناته الأولى وتنميتها بالمساهمة المباشرة في نقله من ناديه السابق الطائي إلى ناديه الحالي الهلال.
وأكد عبد الله الدعيع في حواره مع "الوطن" أن شقيقه شكل مدرسة خاصة لحراس المرمى سيستفيد منها الحراس الجدد على الساحة الكروية، بما فيهم ابن عبدالله (بدر) الذي اختير أخيراً للانضمام لصفوف المنتخب الأولمبي السعودي.
وأشار الدعيع (الكبير) إلى قرب انضمامه إلى الأجهزة الفنية لنادي الهلال وذلك بعد أن تزول ظروفه الحالية التي منعته من التواصل الاجتماعي والرياضي والإعلامي مع الجميع....

* أنت مختف عن الساحة تماما، فما أسباب ذلك؟

** هناك ظروف خاصة غيبتني عن الساحة الرياضية والإعلامية, وزادت خلال السنوات الـ 8 الأخيرة بعد مرض والدي (رحمه الله) ووجود والدتي منذ تلك الفترة في العناية الفائقة, وهي تحتاج إلى أن أكون بجوارها على الدوام، وعند زوال الظروف سأعود للساحة الكروية والرياضية من باب آخر.

* ما الباب الذي ستطرقه بعد زوال تلك الظروف؟

سأطرق باب تدريب حراس المرمى بنادي الهلال من خلال تدريب ناشئيه وشبابه, ولدي دعوة مفتوحة لأقوم بهذه المهمة في المستقبل من قبل المسؤولين بنادي الهلال وعلى رأسهم نائب رئيس هيئة أعضاء الشرف، المشرف على القطاعات السنية بالنادي الأمير بندر بن محمد.

* هل هيأت نفسك فنيا وتدريبيا لبدء المهمة؟

** نعم لقد اتبعت دورات تدريبية متعددة تؤهلني لقبول الدعوة الهلالية, كما أنني لم ابتعد عن مجال الرياضة حيث بقيت مراقبا جيدا لأحداثها وقريبا من التطورات والمستجدات في عالم التدريب, ولدي طموح كبير للاستفادة من كل ما هو جديد في عالم تدريب حراس المرمى.

* هل الظروف منعتك أيضا من الظهور الإعلامي كمحلل كروي أسوة بزملائك الذين اتجهوا للقنوات الفضائية ؟

** ظروفي لا تسمح لي بالتنقل الدائم بين المدن السعودية للتحليل الفضائي أو تلبية بعض الدعوات التي وجهت لي من القنوات الفضائية، لأنني لا أحبذ الركوب الدائم للطائرات وأهوى السفر عن طريق البر, وهذا مرهق لي ويبعدني كثيرا عن أسرتي وعن والدتي، ولم أغادر الرياض خلال السنوات الـ4 الأخيرة إلا للضرورة القصوى نتيجة للظروف التي تحيط بي في الوقت الراهن.

* ودعت الملاعب الكروية بهدوء رغم تألقك الكبير مع المنتخب السعودي ومع فريقي الطائي والهلال، ولم يقم لك حفل اعتزال أسوة بزملائك، فما الأسباب؟

** لم أناقش أيا من مسؤولي الكرة السعودية ومسؤولي الهلال والطائي حول حفل اعتزالي، إلا أنني أتمنى أن يقام لي حفل تكريمي عبر مباراة تجمع الهلال بفريقي السابق الطائي, ومازال الأمل قائما لدي بأن وقت تكريمي سيأتي, ويكفيني فخرا أنني خدمت الكرة السعودية وخرجت من الملاعب دون أن أخطئ بحق أحد, وودعت الكرة بعد أن قدمت شقيقي محمد للهلال, وواصلت خدماتي بتقديم ولدي الحارس بدر والمدافع سلطان وإخواني وأبناء أختي للهلال دون مقابل, وسيأتي اليوم الذي سيكون نصف فريق الهلال من عائلة الدعيع.

* في كأس أمم آسيا 1988 فقدت لقبك كأفضل حارس في القارة الصفراء الذي كنت قد نلته في بطولة عام 1981 فما الأسباب؟

** تعرضت للإصابة في تلك البطولة وتخلفت عن المشاركة في لقاء البحرين وحل زميلي خالد الصبياني مكاني وعلى إثر ذلك حسمت اللجنة المكلفة باختيار أفضل حارس مرمى من رصيدي (10) نقاط, وذهب اللقب إلى حارس منتخب الصين.

* هل هناك أي تواصل مع زميلك حارس مرمى النصر الدولي الأسبق سالم مروان؟

** أنا مقصر تجاهه كثيرا، ولكن الظروف الصحية لوالدتي وبقائي الدائم بجوارها منعاني من التواصل مع البقية وفي مقدمتهم زميلي العزيز سالم مروان وأتمنى أن يعذرني الجميع وأن يقدروا ظرفي.

* هل تؤيد تأسيس رابطة تعنى باللاعبين المعتزلين وتزيد التواصل بينهم؟

** أتمنى تأسيس هذه الرابطة, فالتواصل مع بعض اللاعبين انقطع تماما, باستثناء الذين نراهم في المحطات الفضائية أو عبر بعض البرامج التلفزيونية التي تعيد لنا ذكراهم كبرنامج "سيرة" الذي تقدمه القناة الرياضية السعودية, فهناك العديد من زملائي حراس المرمى اختفوا وكانت لنا معهم ذكريات جميلة كمحمد المطلق ومحمد مطيع الرحمن (المترو) وخالد الدوسري (خالدين) وسالم مروان وغيرهم من اللاعبين، فأخبارهم منقطعة منذ زمن بعيد، وأتمنى رؤيتهم يتولون المهام الفنية في فرقنا ومنتخباتنا للاستفادة من خبراتهم وقدراتهم بدلا من نسيانهم, وأتمنى أن يساعدوا أنفسهم وتساعدهم أنديتهم في الظهور مجددا في الساحة الرياضية.

* كيف ترى مستقبل ابنك حارس أولمبي الهلال بدر الذي اختير للانضمام للمنتخب الأولمبي السعودي؟

** ابني بدر سيسير على خطاي وخطا عمه محمد وأمامه مستقبل كبير في عالم الحراسة إذا واصل اهتمامه, وأتوقع له مستقبلا كبيرا في الحراسة السعودية إذا اهتم بنفسه وترك أمجادي وأمجاد عمه وتذكر جيدا أنه يمثل نفسه وأن عائلة الدعيع تركت له إرثا كرويا يجب أن يحافظ عليه.

* ما العلامة الفارقة التي يتميز بها بدر عن عائلتكم الكروية ؟

** ثمة اختلاف، وهو أن بدر بدأ من ناشئي الهلال بعكسي وعكس محمد إذ قدمنا من صفوف فريق الطائي, وبدر عايش البطولات منذ وقت مبكر وهذا ساهم في تكوين شخصيته مبكرا, إذ ساهم في تحقيق بطولتين مع ناشئي الهلال وبطولة مع شباب النادي في الموسم الكروي المنصرم, ولاشك أن هذه الإنجازات لعبت دورا كبيرا في تشكيل شخصيته، كما أن الألقاب التي حصل عليها كأفضل حارس في دوري الناشئين وأفضل حارس في بطولة دبي الدولية الودية قبل موسمين ستدفعه لأن يكون الأفضل.

* إلى أي المدرستين ينتمي بدر مدرستك أم مدرسة عمه محمد؟

** ابني بدر ينتمي إلى المدرستين معا وهو يحاول الآن المزج بينهما كونه مازال لين العود،فأنا أتميز بشدة الحماس ومحمد يميل إلى الهدوء والبرود في بعض الحالات وهو يحاول الجمع بين الصفتين عبر سلوك طريق خاص به، ونحن نوجهه دائما ونترك له حرية اختيار ما يناسبه.

* كيف ترى تجديد شقيقك محمد عقده الاحترافي مع الهلال لمدة 3 سنوات؟

** محمد من الحراس المحافظين ويمكن له أن يخدم في الملاعب بصورة ثابتة طوال مدة عقده الاحترافي الجديد, إضافة إلى سنة رابعة, ولا ننسى أن حراس المرمى معمرون في الملاعب وإصاباتهم قليلة، ولو طلب مني اختيار نجم الموسم الماضي لاخترت شقيقي وهذه ليست مجاملة، حيث ساهم بوصول الهلال إلى نهائي الدوري, ومحمد حارس كبير وكل الفرق السعودية تتمنى وجوده في صفوفها.

* كيف ترى مستقبل الحراسة السعودية؟

** رغم كثرة الفرق السعودية, فلا أجد إلا 5 حراس يستحقون الأفضلية، وهذا المركز أعتبره الرقم الأول في جميع الفرق الكروية, وللأسف فالاهتمام بقاعدة الحراس معدوم ومهمش, وعلى الأندية أن تبني قاعدة الحراسة منذ الصغر، ولا يوجد حارس يقف في مرماه بمستوى ثابت سوى شقيقي محمد, فأغلب الأندية السعودية اشتكت من أخطاء حراس مرماها الذين تسببوا لها بهزائم كثيرة وحرموها من البطولات.