الهلال يعيد الثقة لجماهيره ببطاقة التأهل (الخليجية)

الهلال يعيد الثقة لجماهيره ببطاقة التأهل (الخليجية)
كتب - فهد الروقي:
تعرض الفريق الهلالي لحملة انتقادات طوال فترة الاستعدادات الصيفية وتركزت على العديد من الجوانب سواء الاستثمارية أو على صعيد المحترفين الأجانب أو اللاعبين المحليين الذين لم يحضروا لتدعيم الفريق في البطولة الآسيوية أو الموسم الجديد وما فيه من منافسات حامية الوطيس لعل أهمها محلياً الدوري بنظامه القديم الجديد.
ورغم أن كثيراً من هذه الانتقادات جاءت على صواب إلا أنها ضخمت بشكل كبير بل أنها نسفت كل ما أنجز في السنوات الثلاث الأخيرة وصوّرت الأمرعلى أن الفريق مقبل على حافة هاوية لن يقوم منها أبداً وكثير من الانتقادات تتعارض مع بعضها وفق رغبات لا يمكن تحقيقها فالليل لا يمكن أن يجتمع بالنهار في وقت واحد ومن ذلك الرغبة في تنسيق عدد من اللاعبين بأعذار مختلفة أمّا لكبر السن أو انتفاء الفائدة منهم لعدم قدرتهم على تطوير مستوياتهم وحين تمت هذه الخطوة قامت نفس الأسماء المطالبة السابقة بشن هجوم آخر معترضين على هذه الخطوة.

في الجانب الآخر ورغم أن الفريق الأول يقيم معسكراً إعدادياً في تونس بعد احضار مدرب يمتلك رغبة جامحة في العمل لصغر سنه من جهة وبحثه عن المنجزات من جهة أخرى ولسجله الأكاديمي المميز خصوصاً وأن حصل على أفضل ثاني مدرب في بلاده في العام الماضي ونجاحه في قيادة فريقه العريق "ستيوا بوخارست" إلى مراكز متقدمة.

ومع أن المعسكر ضم أسماء شابة موهوبة تحوّلت مباشرة من فريق الشباب "بطل دوري الموسم الماضي" إلى الفريق الأول دون المرور ب"مقبرة" النجوم الفريق الأولمبي ومع أن بوادر العمل الجيد كانت تأتي تباعاً من معسكر تونس إلا أن الانتقادات طالته لأهداف متعددة حتى تمكن اليأس من أغلب مؤيديه الذين كانوا ينتظرون سقوطه في ظهوره الأول "الباهت" على حسب توقعاتهم.

إلا أن ذلك الظهور أعاد الثقة لجماهيره حيث اكتسح فريق الوطني بخماسية جيّرت فيما بعد لضعف الفريق الضيف والذي أثبت قوته قبل أن ينقضي نفس الأسلوب بعد أن أحرج الفريق الاتحادي بكامل عدته وعتاده وخرج معه متعادلاً بعد أن نجا بطل الدوري السابق من هزيمة كانت قريبة وبعد سفر الفريق إلى الدوحة القطرية للمشاركة في المجموعة الثانية الخليجية ورغم أن صناع قراره الإداري والفني يرون فيها مناسبة رائعة لإعداد الفريق لدوري أبطال آسيا إلا أن الهلال تألق في خطف بطاقة التأهل بثلاثة انتصارات وبخمسة أهداف ولم يلج مرماه سوى هدف واحد وبغياب عدد كبير من ركائزه الأساسية. وقد وضح النهج المثالي الذي سار عليه مدربه حين وضع خطة فنية غاية في الاتقان وبتدخلات تدل على مقدرته الفائقة التي تحدت الظروف المناخية القاسية والتي حدت كثيراً من قدرة اللاعبين حتى على الركض.

ونجح "كوزمين" في رسم منهج واضح بمساعدة من الإدارة اعتمد على التمازج بين الخبرة وحيوية الشباب.

بل والأجمل من ذلك أن الفريق يلعب وفق منظومة واحدة فيها تتقارب الخطوط وتتناغم دون فراغات أو مساحات ينفذ منها المنافسون لشباكه مدعوماً بطريقة سريعة في غزو مرماهم سواء عن طريق صناع اللعب في العمق أو عن طريق مفاتيحه في الأطراف "الكلثم والذياب" وهو الأمر الذي افتقده الفريق في الموسم الماضي.

يغلف هذه الخطة الفنية روح عالية ولياقة بدنية كبيرة ومتوازنة من حجم الأحمال التي يتعرض لها اللاعبون وتكاتف كبير بين اللاعبين ويدل على ذلك التعبير عن فرحهم مع كل هدف يحرزه الفريق.

لتأتي الحصيلة بطاقة تأهل جاءت بجدارة ووجوه شابة سيكون لها مستقبل مشرف إن حافظت على ما هي عليه الآن واستعداد مثالي للمشوار القادم والأهم.